كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



46- ثم قال جل وعز: {وكذلك نجزي المجرمين} (آية 40) يعني الكافرين لأنه قد تقدم ذكرهم.
47- ثم قال جل وعز: {لهم من جهنم مهاد} (آية 41) أي فراش ومن فوقهم غواش أي غاشية فوق غاشية من العذاب.
وكذلك نجزي الظالمين قيل يعني الكفار والله أعلم.
48- وقوله جل وعز: {ونزعنا ما في صدورهم من غل} (آية 43) الغل في اللغة الحقد المعنى إن بعضهم لا يحقد على بعض بما كان بينه وبينه في الدنيا ويجوز أن يكون المعنى أنه لا يحسد بعضهم على علو المرتبة.
ويدل على أن القول هو الأول أنه روي عن علي بن أبي طالب رحمة الله عليه أنه قال أرجو أن ألون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله فيهم ونزعنا ما في صدورهم من غل.
49- وقوله جل وعز: {وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا} (آية 43) أي لما صيرنا إلى هذا.
50- وقوله جل وعز: {ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون} (آية 43).
ويجوز أن يكون المعنى بأنه تلكم الجنة ويجوز أن تكون أن مفسرة للنداء والبصريون يعتبرونها بأي والكوفيون يعتبرونها بالقول والمعنى واحد كأنه ونودوا قيل لهم تلكم الجنة أي هذه تلكم الجنة التي وعدتموها هذا في الدنيا ويجوز ان يكون لما راوها قيل لهم قبل أن يدخلوها تلكم الجنة والقول في معنى أن قد وجدنا وأن لعنة الله على الظالمين على ما قلنا في أن تلكم الجنة.
51- وقوله جل وعز: {يعرفون كلا بسيماهم} (آية 46) قال قتادة يعرف أهل الجنة ببياض وجوههم وأهل النار بسواد وجوههم.
52- ثم قال جل وعز: {لم يدخلوها وهم يطعمون} (آية 46) قال أكثر أهل التفسير يعني أصحاب الأعراف.
53- وقوله جل وعز: {ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم} (آية 48) قال حذيفة أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فهم بين الجنة والنار ثم إن الله اطلع عليهم فرحمهم فقالوا ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون وروى عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس أنه قال الأعراف الشيء المشرف وروى مجاهد عن ابن عباس أنه قال الأعراف سور له عرف كعرف الديك.
والأعراف في اللغة المكان المشرف جمع عرف وقال أبو مجلز هم من الملائكة قال والذين صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار أهل الجنة حدثنا أبو جعفر قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا داود الضبي قال حدثنا مسلم بن خالد قال عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في أصحاب الأعراف قال هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم وهم على سور بين الجنة والنار وهم على طمع في دخول الجنة وهم داخلون وقيل إن أصحاب الأعراف ملائكة بين الجنة والنار.
قال أبو جعفر والقول الأول أشهر وأعرف.
قال ابن عباس فقال جل وعز لهم: {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} قال عبد الله بن الحارث وهم يدعون مساكين أهل الجنة.
54- وقوله جل وعز: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} (آية51) قال مجاهد أي نتركهم في النار كما تركوا لقاء يومهم هذا والمعنى فاليوم نتركهم في العذاب كما تركوا العمل لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون أي بجحودهم لآياتنا.
54- وقوله جل وعز: {هل ينظرون إلا تأويله} (آية 53) قال مجاهد أي جزاءه.
وقال قتادة أي عاقبتة وهذا قول حسن ومعناه ما وعدوا فيه أنه كائن.
55- ثم قال جل وعز: {يوم يأتي تأويله} (آية 53) يعني يوم القيامة يقول الذين نسوه من قبل قال مجاهد أي أعرضوا عنه.
56- وقوله جل وعز: {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار} (آية 54).
المعنى يغشي الليل النهار ويغشي النهار الليل ثم حذف لعلم السامع أي يدخل هذا في هذا وهذا في هذا.
57- وقوله جل وعز: {ألا له الخلق والأمر} (آية 54) ففرق بين الشيء المخلوق وين والأمر وهو كلامه فدل على أن كلامه غير مخلوق وهو قوله كن وقيل هو مثل قوله جل ثناؤه فيهما فاكهة ونخل ورمان وقيل المعنى وتصرف الأمر ثم حذف.
58- وقوله جل وعز: {ادعوا ربكم تضرعا} (آية 55) أي مستكينين متعبدين وخفية أي وأخفوا العبادة لأن الدعاء عبادة.
59- ثم قال تعالى: {إنه لا يحب المعتدين} (آية 55) قال قتادة فدل هذا على أن من الدعاء ما فيه اعتداء أي فلا تعتدوا في الدعاء.
60- وقوله جل وعز: {وادعوه خوفا وطمعا} (آية 56) والمعنى خوفا منه ورجاء لما عنده.
61- وقوله تعالى: {وهو الذي يرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته} (آية 57) نشر جمع نشور يقال ريح نشور إذا أتت من هاهنا وهاهنا وقيل نشر مصدر ومن قرأ نشرا بضم النون وإسكان الشين فإلى هذا المعنى يذهب عند البصريين وأما الفراء فزعم أنها لغة بمعنى النشر كما يقال خسف وخسف ومن قرا نشرا فإنه يذهب إلى أن المعنى تنشر نشرا ومن قرا بشرا فهو جمع بشير عنده مخففة وقد تكون جمع بشرة وقد يكون مصدرا مثل العمر وتقرا بشرا وبشرا.
مصدر بشره يبشره بمعنى بشره ومعنى بين يدي رحمته بين يدي المطر الذي هو من رحمته تعالى.
62- ثم قال جل وعز: {حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء} (آية 57) حتى إذا أقلت سحابا ثقالا أي حتى إذا حملت الريح سحابا ثقالا بالماء سقناه يعني السحاب لبلد ميت فأنزلنا به الماء يجوز ان يكون المعنى فأنزلنا بالبلد الماء ويجوز أن يكون المعنى فأنزلنا بالسحاب الماء فأخرجنا به من كل الثمرات أي بالماء ويجوز أن يكون المعنى بالبلد بالبلد.
63- وقوله تعالى: {كذلك نخرج الموتى} (آية 57).
قال مجاهد يبعث الله مطرا فيمطر فينبت الناس كما ينبت الزرع.
64- ثم قال جل وعز: {لعلكم تذكرون} (آية 57) أي لتكونوا على رجاء من الاتعاظ بما تذكرون وتخبرون به.
65- وقوله جل وعز: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا} (آية 58) النكد في اللغة النزر القليل وهذا تمثيل قال مجاهد يعني إن في بني آدم الطيب والخبيث.
66- وقوله جل وعز: {قال الملأ} (آية 60) الرؤساء والأشراف أي المليئون ثم بما يفوض إليهم.
67- وقوله جل وعز: {إنهم كانوا قوما عمين} (آية 64) قال قتادة أي عن الحق.
68- وقوله جل وعز: {قال المل الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة} (آية 66) السفاهة رقة الحلم والطيش يقال ثوب سفيه إذا كان خفيفا.
69- ثم قال جل وعز جوابا لهم: {قال يا قوم ليس بي سفاهة} (آية 67) وهذا أدب في الاحتمال.
70- وقوله جل وعز: {وإلى ثمود أخاهم صالحا} (آية 73) قيل إنما قال جل وعز: {أخاهم} لأنه بشرا مثلهم من بنى آدم يفهمون عنه فهو أوكد عليهم في الحجة.
وقيل إنما قال: {أخاهم} لأنه من عشيرتهم.
71- وقوله جل وعز: {قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية} (آية 73) يروى انها خرجت من صخرة صماء.
72- وقوله جل وعز: {وبوأكم في الأرض} (آية 74) أي أنزلكم وقال الشاعر:
وبوئت في صميم معشرها ** فنم في قومها مبوؤها

وقيل إنما كانوا ينحتون من الجبال بيوتا لطول أعمارهم لأن السقف والحيطان كانت تنهدم قبل فناء أعمارهم.
73- ثم قال جل وعز: {فاذكروا آلاء الله} (آية 74) قال قتادة الآلاء النعم وحكى أبو عبيدة واحدها ألى وإلى وزاد غيره إلي.
74- وقوله جل وعز: {وعتوا عن أمر ربهم} (آية 77) أي تجاوزا في الكفر.
75- وقوله جل وعز: {فأخذتهم الرجفة} (آية 78) الرجفة في اللغة الزلزلة الشديدة.
76- ثم قال تعالى: {فأصبحوا في دارهم جاثمين} (آية 78).
أي ساقطين على ركبهم ووجوهم وأصل الجثوم للأرانب رسول وما أشبهها والموضع مجثم قال الشاعر:
بها العين والآرام يمشين خلفة ** وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم

وروى معمر عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله انه قال لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال لا تسألوا الآيات فقد سالها قوم صالح فكانت ترد من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها فأخذتهم الصيحة فأهمد الله من تحت السماء منهم إلا رجلا واحدا كان في حرم الله فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه.
77- وقوله جل وعز: {ولوطا إذ قال لقومه اتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين} (آية 80) دل بهذا على انه لم يتقدمهم أحد في اللواط ومعنى إنهم أناس يتطهرون أي يتطهرون عن الفاحشة.
78- وقوله جل وعز: {فانجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين} (آية 83) قال قتادة الباقين والغابر عند أهل اللغة من الأضداد يقال لما بقي غابر ولما ذهب وغاب غابر.
وقد قيل في الآية إن معناها من الغابرين عن النجاة قيل من الباقين مع قوم لوط في الموضع الذي عذبوا فيه وأبو عبيدة يذهب إلى أن المعنى من المعمرين أي أنها قد هرمت وقال حذيفه رفع جبريل صلى الله عليه وسلم مدينتهم ثم قلبها فسمعت امرأته الوجبة فالتفتت فأهلكت معهم والأكثر في اللغة أن يكون الغابر الباقي قال الراجز فما ونى محمد مذ أن غفر له الإله ما مضى وما غبر أي وما بقي.
79- وقوله جل وعز: {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} (آية 85) البخس النقصان.
80- ثم قال تعالى: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} (آية 85) أي بعد أن أصلحها الله بالأمر بالعدل وإرسال الرسل.
81- وقوله جل وعز: {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون} (آية 86).
قال قتادة أي توعدون من أتى شعيبا وغشية وأراد الإسلام بالأذى ويقال وعدته خيرا أو شرا فإذا قلت وعدته لم يكن إلا للخير وإذا قلت أوعدته لم يكن إلا للشر.
82- ثم قال جل وعز: {وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبعونها عوجا} (آية 86) قال قتادة أي وتبغون السبيل عوجا عن الحق والسبيل الطريق والمذهب.
83- ثم قال جل وعز: {واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم} (آية 86) يجوز أن يكونوا قليلي العدد 2 ويجوز أن يكونوا فقراء فكثرهم بالغنى 3 ويجوز أن يكونوا غير ذوي مقدرة والله أعلم بما أراد إلا أنه ذكرهم نعمة من نعم الله جل وعز كما قال تعالى: {فاذكروا آلاء الله}.
84- وقوله جل وعز: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا} (آية 88) يقال كيف قالوا هذا لشعيب صلى الله عليه وسلم وهو نبي فعلى هذا جوابان أحدهما أن يكون معنى لتعودن لتصيرن كما تقول عاد علي من فلان مكروه والجواب الاخر أنهم لما خلطوا معه من آمن منهم جاز أن يقولوا أو لتعودن في ملتنا يعنون من آمن قال أولو كنا كارهين أي أنعود في ملتكم ولو كنا كارهين وقوله وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا على التسليم لله كما قال تعالى: {وما توفيقي إلا بالله} والدليل على هذا أن بعده وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق قال قتادة إي اقض بيننا وبين قومنا بالحق وروى إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قوله تعالى: {افتح بيني وبينهم فتحا} قال معناه النصر.